يقترب عشرات الآلاف من المتظاهرين من العاصمة الباكستانية إسلام أباد للمطالبة بالإفراج عن رئيس الوزراء السابق عمران خان المسجون منذ أكثر من عام.ووصلت قافلة المحتجين القادمة من بيشاور إلى منطقة قريبة من كاتي باهاري التي تشهد وجوداً كثيفاً للشرطة هناك، والتي تبعد مسافة 50 إلى 60 كيلومتراً من إسلام أباد.
وأشارت تقارير لحدوث اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في مواقع مختلفة بالقرب من إسلام أباد، وزعمت الشرطة تعرض قواتها للرشق بالحجارة.قالت حركة الإنصاف الباكستانية إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات ضد المتظاهرين.
تأتي الاحتجاجات بعد دعوة خان لأنصاره إلى البقاء في العاصمة حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم.
تقول حركة الإنصاف إن القوافل القادمة من خيبر بختونخوا ومناطق مختلفة في جنوب البنجاب وصلت إلى إسلام آباد، وسيدخلون منطقة العاصمة الفيدرالية.
كما قال الزعيم المحلي للحزب في بيشاور، إن العمال في كاتي باهاري، ينقلون الحاويات إلى جانب الطريق بأيديهم.
ووصلت قافلة قادمة من بلوشستان إلى منطقة تبعد بضعة كيلومترات من إسلام آباد، بعد أن غادرت بلوشستان منذ أربعة أيام اليوم.
في الوقت الذي كان فيه أنصار عمران خان في طريقهم إلى إسلام آباد، زاره قادة الحزب في سجن في مدينة راولبندي.
وكان رئيس حزب حركة الإنصاف الباكستانية المؤقت، جوهر علي خان، والنائب علي محمد خان من بين الوفد الذي التقى الزعيم المسجون.
سُجن عمران خان (71 عاما) منذ أغسطس/آب 2023 بعد أن أمضى أربعة أعوام رئيساً للوزراء قبل حجب الثقة عنه وفقدانه دعم الجيش، ويواجه تهماً تتعلق بالفساد والتحريض على العنف.
ينفي خان وهو لاعب كريكيت سابق وحزبه “حركة الإنصاف الباكستانية” كل الاتهامات.
أطلق سكان محليون على إسلام آباد لقباً جديداً وهو “كونتينيرستان” أو “أرض الشاحنات”. وتعتاد العاصمة حالياً على حاويات الشحن التي تسد طرقها وشوارعها، لمنع وصول المتظاهرين.
وأغلقت السلطات الباكستانية معظم الطرق الرئيسية في المدينة باستخدام حاويات شحن ونشرت أعدادا كبيرة من رجال الشرطة وقوات الأمن مجهزين بمعدات مكافحة الشغب، كما علقت خدمات الهواتف المحمولة، وفق وكالة رويترز.
ففي العاصمة، الحياة اليومية تعيش حالة من الفوضى، فالمدارس مغلقة، والعمال يواجهون معركة شاقة للوصول إلى مكاتبهم، والشركات التي تعتمد على الإنترنت، وخاصة خدمات النقل وتوصيل الطعام، متوقفة.
وشهدت المسيرة التي بدأت يوم الأحد استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، واعتقال المئات منهم.
وتتزامن الاحتجاجات مع زيارة رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الذي يصل العاصمة إسلام أباد الاثنين، والمفترض أن تستمر ثلاثة أيام.
واتفق البلدان مبدئياً في سبتمبر/أيلول على التوقيع على مذكرة تفاهم لوضع خارطة طريق تجارية للسنوات الثلاث المقبلة.
وقالت المحكمة العليا في إسلام أباد، التي قضت بأن الاحتجاج غير قانوني يوم الخميس، إن حماية وحرية تنقل الوفد البيلاروسي “لها أهمية قصوى وتتعلق بشكل مباشر بالعلاقات مع دولة أخرى”.
وحذر وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف من أن أي احتجاج عنيف سيقابل بالرد الصارم، وتعهد بضمان السلام والنظام في إسلام آباد.
وقال الوزير آصف إن إسلام آباد وُضعت في حالة تأهب قصوى من قبل الحكومة، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الباكستانية.
وتعد منطقة منطقة دي شوك في العاصمة الباكستانية هي الوجهة النهائية للمحتجين، وهي ساحة كبيرة في وسط إسلام أباد بالقرب من عدد من المباني الحكومية المهمة مثل مكتب رئيس الوزراء، والبرلمان، والمحكمة العليا.
وكثيراً ما تستخدم الساحة في التجمعات السياسية، ويطلق عليها أيضا المنطقة الحمراء.
ودعا علي أمين جاندابور، أحد كبار مساعدي خان ورئيس وزراء إقليم خيبر بختون خوا والذي من المتوقع أن يقود أكبر قافلة سيارات إلى إسلام أباد، المحتجين إلى التجمع قرب مدخل المنطقة الحمراء في المدينة.
ولوقوعها على طريقين رئيسيين، أدت التجمعات الكبيرة إلى تعطيل حركة المرور وشلها بشكل متكرر في إسلام أباد.
ووفقاً لشرطة إسلام أباد، أُلقي القبض على أربعة متظاهرين في دي شوك.
وقال وزير الداخلية محسن نقفي يوم الأحد إن الشرطة تراقب الميدان وستعتقل على الفور أي متظاهر يذهب إلى هناك.
وتحول آخر احتجاج لحزب خان في إسلام أباد في أوائل أكتوبر/تشرين الأول إلى أعمال عنف، وقُتل شرطي وأصيب عشرات من أفراد الأمن وجرى اعتقال محتجين.
زوجة عمران خان تشارك في تجمع سياسي لأول مرة
لأول مرة تحضر زوجة عمران خان بشرى بيبي أيضاً في تجمع احتجاجي.
وأُطلق سراحها من السجن الشهر الماضي بعد حصولها على كفالة في قضية مرتبطة ببيع هدايا الدولة بشكل غير قانوني.
وقالت بشرى بيبي: “لن ننهي هذه المسيرة حتى يأتي خان إلينا”، مضيفةً: “سأقف حتى أنفاسي الأخيرة وعليكم أن تدعموني”.
ووجهت بشرى بيبي الموجودين في منطقة تقاطع البرهان بالتقدم نحو إسلام آباد، وهي منطقة تبعد عن العاصمة مسافة أقل من 50 كيلومتراً.
قبل زواجها من عمران خان، كانت بشرى بيبي تُعرف باسم بشرى مانيكا وكانت ترشد عمران خان في الأمور الروحية.
وأكد رئيس الوزراء السابق عمران خان زواجه الثالث من بشرى بيبي في فبراير/شباط 2018.
بعد أن أصبح عمران خان رئيسًا للوزراء في 2018، شوهدت زوجته كسيدة أولى في مختلف الأنشطة الاجتماعية.