شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، في وقت متأخر من ليل الجمعة، بعد إصداره إنذارات إخلاء لسكان عدد من المباني في الضاحية.وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن 14 غارة وصفت معظمها بـ “العنيفة” استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وتركزت في حارة حريك وبرج البراجنة ومحيط الجامعة اللبنانية، وذكرت الوكالة أن الغارات ترافقت مع تحليق مكثف للطيران المسيّر على علو منخفض.
وقبيل بدء الغارات نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، تحذيراً تضمن خرائط تظهر بنايات في مناطق برج البراجنة وحارة حريك ومنطقة حدث في الضاحية الجنوبية لبيروت. وطالب سكان تلك البنايات والمباني المجاورة بإخلائها، معللاً ذلك بوجودهم قرب “منشآت ومصالح تابعة لحزب الله”.
وقُتل ستة أشخاص وأصيب 38 آخرون إثر غارات نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على دفعتين استهدفت مدينة صور جنوبي لبنان، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مجمعات استخبارات وقيادة وسيطرة “عمل من داخلها قادة وعناصر في حزب الله في قلب المناطق المدنية قرب مدينة صور”.
في سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن غارات استهدفت مرتفعات الريحان ووادي برغز ودمرت منزلاً في بلدة لبّايا في البقاع الغربي، كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي مجرى نهر الليطاني قرب بلدة دبين جنوبي لبنان.
وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات أصدرها أمس الجمعة، مسؤوليته عن عمليات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية استهدفت مواقع وآليات للجيش الإسرائيلي، وبلدات شمال إسرائيل، وقواعد عسكرية قرب تل أبيب وحيفا.
ووصل عدد الاستهدافات التي تبناها الحزب أمس الجمعة إلى 16.
وقال الحزب إنه استهدف كريات شمونة ويرؤون ومرغليوت قرب الحدود بين لبنان وإسرائيل، كما استهدف تجمعات لقوات الجيش الإسرائيلي في بلدة “المنارة” وبلدة دوفيف بالصواريخ.
كما أعلن الحزب في وقت سابق أنه استهدف بالصواريخ قاعدة “ستيلا ماريس” البحرية شمال غرب حيفا، وقاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق مدينة حيفا، وقاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب.
قالت القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان “يونيفيل” في بيان أمس الجمعة، إن حفارتين وجرافة تتبع للجيش الإسرائيلي دمرّت جزءاً من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع للقوة يوم الخميس الماضي، في رأس الناقورة عند الحدود بين إسرائيل ولبنان. وأضافت القوة أن الجيش الإسرائيلي نفى القيام بأي نشاط داخل موقع اليونيفيل، وذلك رداً على احتجاج عاجل قدمته القوة.
وأكدت اليونيفيل على أن “التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تتبع لنا” يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرار 1701. وجددت التذكير بضرورة التزام الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف “بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن، بحث مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الحاجة إلى حل دبلوماسي في لبنان.
وأفادت وزارة الخارجية أن بلينكن أجرى اتصالين منفصلين مع نظيريه البريطاني ديفيد لامي، والفرنسي جان نويل بارو، وناقشوا ملفات المنطقة أبرزها ملف لبنان.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الوزير لويد أوستن، أجرى يوم الجمعة، أول اتصال مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، يسرائيل كاتس، منذ توليه منصبه. وجدد أوستن، وفق بيان صادر عن البنتاغون، التأكيد على التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل ودعم حقها في الدفاع عن نفسها.