شيّعت جماهير غفيرة في بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم، مساء اليوم الأربعاء، جثمان الشهيد إسماعيل طقاطقة (40 عاماً)، الذي ارتقى صباح اليوم في الأردن، متأثراً بجريمة طبية ممنهجة تعرّض لها أثناء اعتقاله في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
وانطلق موكب التشييع من منزل عائلة الشهيد بعد أن وصل من الأردن، حيث أُلقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل أفراد أسرته وأحبّته، وسط أجواء من الحزن والغضب.
وحمل المشيعون الجثمان وتوجهوا إلى الجامع الكبير في البلدة، حيث أُقيمت صلاة الجنازة عليه، وعقب انتهاء الصلاة، نُقل الشهيد إلى مقبرة البلدة لمواراته الثرى، وسط هتافات غاضبة نددت بسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الإهمال الطبي المتعمد بحق المعتقلين.
وأفرج الاحتلال عن إسماعيل طقاطقة من معتقلاته الاحتلال في 29 آب/أغسطس الماضي، وكان يعاني من مرض سرطان الدم، الذي اكتُشف فور الإفراج عنه بعد قضائه خمسة أشهر في الاعتقال الإداري.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير في بيان مشترك أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن استشهاده، معتبرين أن ما جرى بحقه يُعدّ جريمة طبية ممنهجة، تُضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين.
بدوره، أعرب أحد أقارب الشهيد وائل طقاطقة عن حزنه الشديد لفقدان إسماعيل، مؤكدا أن الاحتلال هو المسؤول عن هذه الجريمة.
وقال: “إسماعيل كان إنساناً صابراً ومثابراً، لكن الإهمال الطبي المتعمد داخل المعتقلات قتله ببطء. الاحتلال أفرج عنه وهو في حالة صحية حرجة، بعد أن تأخر العلاج والتشخيص لمرضه الخطير.”
وأضاف أن عائلة الشهيد عاشت معاناة كبيرة منذ الإفراج عنه، حيث كان من الواضح أن حالته الصحية تدهورت بشكل لا يمكن إنقاذه.
ودعا المشيعون إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق المعتقلين الفلسطينيين، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المعتقلين المرضى، الذين يواجهون خطر الموت البطيء نتيجة سياسات الإهمال الطبي الممنهج في المعتقلات.
ظهرت المقالة جماهير شعبنا في بيت لحم تشيع جثمان المعتقل الشهيد إسماعيل طقاطقة أولاً على تلفزيون فلسطين.