في خطوة حاسمة نحو تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الأربعاء، عن نجاح الوساطة المشتركة التي قادتها قطر ومصر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق شامل بين إسرائيل وحركة حماس. يتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، وبدء مرحلة جديدة لإعادة الاستقرار والإعمار في القطاع.
تفاصيل الاتفاق
أكد رئيس الوزراء القطري أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 19 يناير 2025، مع تحديد ساعة بدء السريان لاحقًا. ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل رئيسية، تبدأ الأولى منها وتستمر لمدة 42 يومًا، وتشمل:
وقف إطلاق النار الفوري بين الجانبين.
انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة، مع تمركزها على الحدود الشرقية للقطاع.
تبادل الأسرى والرهائن بين الطرفين، بما يشمل إطلاق حماس 33 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم نساء وأطفال وكبار السن، مقابل إطلاق إسرائيل عددًا من الأسرى الفلسطينيين.
عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم التي هُجروا منها نتيجة الصراع.
تسهيل مغادرة المرضى والجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في الخارج.
دعم إنساني عاجل وإعادة الإعمار
يتضمن الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية بشكل مكثف إلى قطاع غزة، تشمل:
توزيع آمن وفعّال للمساعدات الغذائية والصحية.
إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز.
توفير مستلزمات الدفاع المدني والوقود، بالإضافة إلى مستلزمات الإيواء للنازحين الذين فقدوا منازلهم خلال الحرب.
كما أشار رئيس الوزراء القطري إلى أن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق سيتم التفاوض عليها خلال تنفيذ المرحلة الأولى، مما يضمن استمرار الحوار بين الأطراف.
ترحيب دولي واسع بالاتفاق
لقي الاتفاق ترحيبًا واسعًا من الأطراف الدولية والإقليمية، حيث أصدرت دول مثل الإمارات والسعودية ومصر والأردن بيانات تثني على الجهود المبذولة للوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي.
الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن عن دعمه الكامل للاتفاق، مشيرًا إلى أنه سيسهم في تخفيف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، مع تعهد بمواصلة العمل لدعم الجهود الإنسانية.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصف الاتفاق بأنه إنجاز كبير بعد أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية المكثفة، مؤكدًا على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
الإمارات، عبر وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أشادت بالجهود المشتركة لدولة قطر ومصر والولايات المتحدة، معربة عن أملها في أن يمهد الاتفاق الطريق نحو تحقيق سلام دائم.
الأمم المتحدة، عبر الأمين العام أنطونيو غوتيريش، رحبت بالاتفاق، داعية إلى تكثيف الجهود الدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
أجواء احتفالية في غزة
في قطاع غزة، شهدت شوارع وأحياء القطاع احتفالات كبيرة فور الإعلان عن الاتفاق. خرج الفلسطينيون بمختلف أعمارهم إلى الشوارع رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات التي تعبّر عن فرحتهم بهذا الإنجاز.
ووصف أحد سكان غزة الاتفاق بأنه “يوم انتصار لشعبنا”، معبرًا عن أمله في أن يكون هذا الاتفاق بداية لإنهاء الحروب والمعاناة التي يعيشها السكان منذ سنوات طويلة.
تصريحات حركة حماس
وصفت حركة حماس الاتفاق بأنه “محطة فاصلة في الصراع مع الاحتلال”، مؤكدة أن هذا الإنجاز جاء بفضل صمود الشعب الفلسطيني ودعم الدول الشقيقة والصديقة. ووجهت حماس شكرًا خاصًا لقطر ومصر على جهودهما الكبيرة في التوصل إلى الاتفاق، مشيرة إلى أن التنفيذ الفعلي له سيسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
أهمية الاتفاق
يُعد هذا الاتفاق خطوة محورية نحو تحقيق استقرار طويل الأمد في غزة، حيث يجمع بين وقف إطلاق النار وتقديم حلول إنسانية للسكان المتضررين. كما يفتح الباب أمام مفاوضات مستقبلية قد تفضي إلى تسوية سياسية أشمل تُحقق السلام العادل في المنطقة، بما يضمن حقوق الفلسطينيين وفقًا لحل الدولتين.
ختامًا، يمثل هذا الاتفاق بارقة أمل لسكان غزة بعد سنوات طويلة من الصراع والمعاناة. ومع التزام الأطراف الدولية بضمان تنفيذ كافة بنود الاتفاق، يبقى التحدي الأكبر في مدى التزام الجانبين بتنفيذ تعهداتهما لتحقيق السلام والاستقرار الدائم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن مقتل 15 جنديا وضابطا في معارك شمال قطاع غزة خلال الأسبوع الأخير