استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وسط تحذيرات من مجاعة وارتفاع كبير في أعداد الضحايا المدنيين والنساء والأطفال
أكّدت مصادر طبّية أن 14 فلسطينيا قتلوا، الليلة الماضية وفجر اليوم السبت، في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس.وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن 5 مواطنين قتلوا وأصيب آخرون جرّاء استهداف القوات الإسرائيلية لمدرسة فهد الصباح التي تؤوي نازحين في شارع يافا بمدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى المعمداني.
وأضافت الوكالة أن مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني نقلوا 9 قتلى وعدد من الجرحى الى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إثر قصف طائرات الاحتلال لخيم تؤوي نازحين في المدينة.
وأمس الجمعة، قتل عدد من المواطنين، وأصيب آخرون في قصف نفذه طيران الاحتلال الإسرائيلي على مواقع مختلفة في قطاع غزة.وقال مراسل “وفا” إن فلسطينيين قتلا نتيجة قصف الطيران الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في منطقة التحلية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما قتل 3 مواطنين، وأصيب 7 آخرون بعد قصف قوات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين مقابل محطة “زنون الشاعر” في منطقة مواصي خان يونس جنوب القطاع.
كما سقط عدد من القتلى في قصف لطيران الاحتلال على منازل مواطنين في محيط صالة حمدان بمنطقة الجنينة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقتل طفل في قصف طيران الاحتلال منزلا في بلدة عبسان شرق خان يونس، ومواطن في قصف استهدف شارعا في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة. والدفاع المدني ما يزال معطل قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
كما هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي طواقم الدفاع المدني في شمال قطاع غزة وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 9 منهم.
و شهدت منطقة شرق رفح تقدم محدود لأليات الإحتلال بمنطقة الريان و تزامنت مع إطلاق نار وقصف مدفعي مكثف وأليات الاحتلال المتمركزة على محور فيلادلفيا تطلق النار بشكل مكثف تجاه المناطق الشرقية لمدينة رفح
وحذّر خبراء لجنة مراجعة المجاعة من وجود “احتمال قوي” بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق من شمالي قطاع غزة، في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية هجوما واسعا على القطاع.
ووصف خبراء الأمن الغذائي، في تحذير، أمس الجمعة، الوضع الإنساني في أنحاء قطاع غزة بأنه “بالغ الخطورة ويتدهور بسرعة”.
وشدّدت المتحدثة المساعدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي، على ضرورة اتخاذ الجهات المعنية كافة الإجراءات اللازمة، لتخفيف حدة المأساة.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة إن جميع الجهات الفاعلة المعنية بالحرب في غزة يجب أن تتخذ إجراءات فورية “في غضون أيام وليس أسابيع.. لتجنب هذا الوضع الكارثي والتخفيف منه”.
وأكدت اللجنة أن هذا الأمر لا يشمل المقاتلين فحسب، بل أيضا الجهات التي لديها تأثير عليهم.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب تقرير أصدرته اللجنة في 17 أكتوبر، والذي جاء فيه أن الفلسطينيين في كافة أنحاء قطاع غزة يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي.
ويعد هذا مستوى طوارئ المرحلة الرابعة، في نظام التصنيف المكون من خمسة مستويات للجوع، والمرحلة الخامسة هي الكارثة والمجاعة.
و أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن حوالي 70 في المئة من الضحايا الذين تم التحقق من وفاتهم نساء وأطفال، مُديناً ما وصفه بـ”الانتهاك الممنهج” للمبادئ الأساسية التي أقرّها القانون الإنساني الدولي.
ويغطّي إحصاء الأمم المتحدة الأشهر السبعة الأولى من الحرب في غزة التي بدأت منذ أكثر من عام.
يُذكر أن عدد القتلى الذين تم التحقق من وفاتهم من قبل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأشهر السبعة الأولى يبلغ 8,119 شخصاً.
وعدد القتلى الكلي المعلن من قبل وزارة الصحة الفلسطينية خلال حوالي 13 شهراً – الحرب الحالية – هو حوالي 43,000 شخص، ما تراه الأمم المتحدة مصدراً موثوقاً.
لكن التفاصيل التي قدمتها الأمم المتحدة بشأن أعمار الضحايا وجنسهم يدعم التأكيد الفلسطيني على أن النساء والأطفال يشكلون نسبة كبيرة من ضحايا هذه الحرب.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان مرفق بالتقرير المكون من 32 صفحة إن هذا الاستنتاج يشير إلى “انتهاك ممنهج للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التمييز والتناسب”.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: “من الضروري أن يكون هناك حساب مناسب فيما يتعلق بادعاءات الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي من خلال هيئات قضائية موثوقة ونزيهة. في نفس الوقت، نجمع كل المعلومات والأدلة ذات الصلة ونحفظها”.
ولم تعلّق إسرائيل على نتائج هذا التقرير. ويزعم الجيش الإسرائيلي، الذي بدأ حربه رداً على الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي قتلت فيه حماس حوالي 1,200 شخص في جنوب إسرائيل وأسروا أكثر من 250 رهينة، بحسب الأرقام الصادرة عن مصادر إسرائيلية، أنه يحرص على “تجنب إيذاء المدنيين في غزة”.
و رجّح التقرير أن مدنياً واحداً قُتل مقابل كل مقاتل، وهي النسبة التي ألقى باللوم فيها على حماس، مؤكداً أن الجماعة الفلسطينية المسلحة تستخدم منشآت مدنية، لكن حماس تنفي استخدام المدنيين والبُنى التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، كدروع بشرية.
ذكر التقرير الأممي أن أصغر الضحايا الذين تم التحقق من وفاتهم من قبل مراقبي الأمم المتحدة كان طفلاً يبلغ من العمر يوماً واحداً، وأكبرهم سناً امرأة تبلغ من العمر 97 سنة.
وأشار إلى أن الأطفال يمثلون حوالي 44 في المئة من الضحايا، إذ يمثل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وتسع سنوات الفئة العمرية الأكبر بين الأطفال الذين لقوا حتفهم جراء الحرب، يليهم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة، ثم الأطفال الذين يبلغ عمرهم أربع سنوات.
ويعكس ما جاء في التقرير التركيبة السكانية في قطاع غزة إلى حدٍ كبيرٍ، والتي قال إنها تعكس فشلاً واضحاً في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الخسائر المدنية.
وأظهر التقرير أنه في 88 في المئة من الحالات، قُتل خمسة أشخاص أو أكثر في نفس الهجوم، ما يشير إلى استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة يغطي تأثيرها مناطق واسعة، وذلك رغم ما رجحه من أن بعض الوفيات ربما كانت نتيجة لقذائف طائشة من قبل الجماعات المسلحة الفلسطينية.