استعدادات مكثفة في غزة وإسرائيل لوقف إطلاق النار مع طلب حماس مهلة للرد على الصفقة وخطط الجيش الإسرائيلي للانسحاب التدريجي من القطاع
أفادت تقارير عسكرية إسرائيلية بأن قيادة الجنوب في الجيش الإسرائيلي عقدت اجتماعات مكثفة خلال الساعات الماضية لمناقشة وتقييم الوضع الميداني، مع التركيز على خطط الانسحاب التدريجي من قطاع غزة. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش يعمل على إنشاء منطقة عازلة بمحاذاة الحدود مع القطاع، تمتد بطول 60 كيلومتراً وبعرض كيلومتر واحد تقريباً، حيث جرى تدمير مساحات واسعة لتحقيق هذا الهدف.
إعادة الانتشار والانسحاب التدريجي
تتضمن خطة الجيش الإسرائيلي الانسحاب من المناطق الحيوية في القطاع مثل ممر “نتساريم” ومحور “فيلادلفيا”، مع توقع أن تستغرق هذه العملية أسبوعاً تقريباً. كما أشارت التقارير إلى بناء مواقع أمنية جديدة وتركيب بنى تحتية وأبراج اتصالات في منطقة “نتساريم”، مما يشير إلى التحضير لنمط جديد من إدارة الحدود مع القطاع.
مصير معبر رفح واتفاق التهدئة
فيما يخص معبر رفح، تحدثت المصادر الأمنية عن احتمال انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. ووفقاً للتقارير، يجري التفاوض على مسودة الاتفاق في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر.
اتفاق وقف إطلاق النار والتقدم في المفاوضات
تشير التقارير إلى تقدم كبير في المفاوضات الجارية، حيث تعهد الجانبان، الإسرائيلي والفلسطيني، بتهيئة الظروف لتنفيذ الاتفاق. من الجانب الفلسطيني، جرى البدء في تهيئة شوارع ومسارات جديدة تسهل عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال. وفي الوقت نفسه، تعمل إسرائيل على إعداد مستشفياتها لاستقبال الأسرى المحررين.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد خلال اجتماعاته مع عائلات الأسرى أن حكومته مستعدة للقبول بوقف طويل الأمد لإطلاق النار، في حال تمت استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين. ومع ذلك، ما زالت حركة حماس تدرس الرد على الصيغة المقترحة للاتفاق، حيث تطالب بتوضيحات بشأن خرائط المناطق التي ستنسحب منها القوات الإسرائيلية.
المواقف الدولية ودور الوسطاء
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحات صحفية أن الاتفاق بات قريباً، مشيراً إلى أن إدارته تعمل بشكل وثيق مع مصر لتحقيق التقدم. من جانبه، أشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى خطة مستقبلية لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهد بمواصلة التنسيق مع الأطراف المعنية لتسهيل تنفيذ الاتفاق. كما أوضح البيت الأبيض أن الزعيمين الأمريكي والمصري شددا على أهمية الإسراع في إنجاز الهدنة وتنفيذ بنودها.
تحديات ميدانية وإنسانية
رغم اقتراب التوصل إلى اتفاق، يستمر الوضع الإنساني في غزة بالتدهور، حيث لقي أكثر من 15 شخصاً مصرعهم في غارات إسرائيلية على دير البلح ورفح. في المقابل، تواصل الأمم المتحدة استعداداتها لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، رغم العقبات المتعلقة بالمعابر الحدودية وضمان الأمن.
نتائج متوقعة للاتفاق
الاتفاق المرتقب سيتضمن إطلاق سراح أسرى من كلا الطرفين. من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن ألف محتجز فلسطيني في المرحلة الأولى من التنفيذ، بينما ستستعيد جثث وأسرى اقتيدوا إلى غزة خلال الهجوم الذي قادته حماس في أكتوبر 2023.
انعكاسات الاتفاق على المنطقة
في حال نجاح الاتفاق، سيؤدي ذلك إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة التي تأثرت بالصراع في غزة، حيث امتد تأثيره إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق. ومن شأن وقف إطلاق النار أن يسهم في استعادة الاستقرار النسبي ويحد من خطر اندلاع مواجهات شاملة بين إسرائيل وإيران.
التحديات أمام الاتفاق
على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة، لا تزال هناك خلافات حول التفاصيل النهائية للاتفاق، حيث تصر حماس على أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، في حين تؤكد إسرائيل أنها ستستمر في عملياتها حتى القضاء على التهديدات التي تمثلها حماس.
تعتبر هذه المرحلة من المفاوضات حاسمة، حيث تأمل الأطراف المعنية في الوصول إلى اتفاق نهائي قبل تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، الذي قد يغير معادلة الصراع بشكل جذري.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة
القسام تعلن تنفيذ عملية إغارة على مبنى كان يتحصن فيه 25 جنديًا من جيش الاحتلالٍ