الاحتلال يواصل قصفه العنيف لمستشفى كمال عدوان وسط مناشدات بضرورة التدخل
يواصل الاحتلال، منذ مساء يوم أمس السبت، قصف واستهداف مباشر وغير مسبوق لمستشفى الشهيد كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وسط مناشدات بضرورة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم الطبية، وامدادهم بالمستلزمات الطبية، والطعام، عقب المطالبة بإخلائه دون اعطاء وسائل لإخراج المرضى.
وحسب مصادر طبية، يواصل الاحتلال قصف المستشفى بالقنابل والقذائف المدفعية، واستهداف أقسامه برصاص قناصته، ما تسبب بأضرار جسيمة، فيما انقطع الاتصال بالفريق الطبي داخله.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن الطواقم الطبية المتواجدة في المستشفى تجمعت في مكان واحد بين الممرات والأقسام، في محاولة لحماية أنفسهم من الشظايا والرصاص.
وتتعرض مستشفى كمال عدوان لحصار مشدد من قبل قوات الاحتلال منذ قرابة الشهرين، منعت خلالها إدخال الدواء أو الطعام، أو طواقم طبية، وإسعاف، وأي خدمات أخرى.
وبشكل يومي، يستهدف الاحتلال مستشفى الشهيد كمال عدوان، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الكوادر الطبية والمواطنين في محيطه، وألحق أضرارا بمولدات الكهرباء وبأقسام المستشفى.
وفي الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اجتاحت قوات الاحتلال مجددا شمال قطاع غزة، وسط قصف دموي، وحصار مشدد، ومنع إدخال الغذاء، والماء، والأدوية.
ويمعن الاحتلال بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في بلدة بيت لاهيا، ويشكل مستشفى كمال عدوان ملاذا أخيرا لمرضى ومصابي الشمال، الذين لم يجدوا بديلا، يقدم لهم الحد الأدنى من الخدمات الطبية والإنسانية.
ورغم ذلك، يواصل الكادر الطبي داخل المستشفى والمكون من طبيبين على الأكثر، وعدد قليل من الممرضين أداء واجبهم الإنساني، كما رفضوا الانصياع لأوامر الجيش المتعددة بإخلاء مبانيه ومغادرة المحافظة رغم تواصل الجرائم بحقهم.
يذكر أن “كمال عداون” كان أكبر مستشفيات محافظة الشمال، ويقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة، فيما يعمل اليوم وسط ظروف وإمكانيات معدومة جراء استهداف الاحتلال المباشر له منذ أكتوبر 2023، حيث يواصل شن غارات مكثفة على محيطه، فضلا عن نسفه لمبان ومربعات سكنية بجواره، ما يسفر عن أضرار في مبانيه، وارتقاء شهداء وجرحى داخل المشفى، أو خارجه.
ويحمل المستشفى اسم أحد قادة الثورة الفلسطينية، وأبرز رموز حركة “فتح” وهو الشهيد كمال عدوان، الذي اغتاله جهاز “الموساد” الإسرائيلي مع القائدين محمد يوسف النجار “أبو يوسف النجار”، وكمال ناصر، في العاشر من نيسان عام 1973، بالعاصمة اللبنانية بيروت، لنشاطهم البارز في المقاومة الفلسطينية.
وفيما يلي تسلسل زمني لاستهداف الاحتلال للمستشفى منذ أكثر من شهرين، على النحو التالي:
عام 2023
في 14/10، إنذار بإخلائه من النازحين، والكوادر الطبية، والمرضى.
4 /12: قصف البوابة الشمالية للمستشفى، ما أسفر عن استشهاد 4 مواطنين.
6 /12: إعلان عن إخراجه عن الخدمة بالقوة، و”بفوهات الدبابات”.
8/12: حصار مشدد، واعتلاء قناصة الجيش مبان محيطة به، وإطلاق نيران باتجاه الساحات، وغرف المرضى.
12 /12 اقتحام المستشفى، بعد حصار مطبق واجبار بعد يومين نحو 2500 نازح على إخلائه، واعتقال عدد من الطواقم الطبية
16/12: الانسحاب منه، بعد تدميره الجزء الجنوبي منه، وتهجير النازحين بداخله، والتنكيل بمرضاه، وقمع الطواقم الطبية
عام 2024
منتصف يناير/ كانون الثاني: استئناف العمل جزئيا في المستشفى، بحسب تقارير حقوقية
مارس/ آذار: استشهاد عشرات الأطفال، بعضهم في مستشفى كمال عدوان، جراء المجاعة في الشمال، ونقص المستلزمات الطبية والأدوية.
19 مايو/ أيار: خروجه مجددا عن الخدمة، بعد قصف الاحتلال الكثيف لمحيطه، وتقدم الآليات صوبه ومحاصرته لأيام
28 مايو: قصف الاحتلال لمبنى في المستشفى، وتدمير مولدات الكهرباء داخله
حزيران/ يونيو: عاد المستشفى للعمل جزئيا بإمكانيات ومستلزمات طبية قليلة
8 أكتوبر: اجبار مستشفيات القطاع من بينها كمال عدوان بالإخلاء خلال 24 ساعة، في ظل حصاره من الآليات العسكرية
19 أكتوبر: قصف مدخل مختبر مستشفى كمال عدوان، ما أسفر عن استشهاد مواطن، وإصابة آخرين
20 أكتوبر: تجدد القصف على المستشفى، وإطلاق نار مكثف صوب مبانيه، واستهداف خزانات المياه وشبكة الكهرباء الخاصة به
22 أكتوبر: تجدد إنذارات الاحتلال بإخلائه
25 أكتوبر: اقتحامه واحتجاز مئات المرضى والطواقم الطبية والنازحين الذين احتموا داخل مبانيه
26 أكتوبر: الانسحاب منه مخلّفا شهداء، ودمارا واسعا داخله وخارجه بعد يوم على اقتحامه
31 أكتوبر: الاحتلال يقصف المستشفى، ما أدى لاحتراق أدوية ومستلزمات طبية استلمها من منظمة الصحة العالمية قبل أيام
3 نوفمبر: قصف مدفعي يصيب عددا من الأطفال في قسم الحضانة، وإطلاق نيران على مولداته الكهربائية وخزانات المياه
4 نوفمبر: القصف طال مرافقه، وأصاب عددا من المواطنين من الطواقم الطبية والمرضى
6 نوفمبر: استشهاد جرحى لعدم وجود تخصصات جراحية في المستشفى، الذي بدأ العمل بدون كهرباء، بسبب نفاد الوقود
11 نوفمبر: مسيرة تابعة للاحتلال تقصف قسم الاستقبال والطوارئ، ما أسفر عن إصابة 3 من الكوادر الطبية
22 نوفمبر: القصف تجدد، ما أسفر عن إصابة طبيب ومرضى، كما عطل مولدات الكهرباء ومحطة الأكسجين
3 ديسمبر/ كانون الأول: قصف الاحتلال المستشفى بقنابل أطلقتها مسيرات “كواد كابتر”، ما أسفر عن إصابة 3 من الكادر الطبي
4 ديسمبر: قصفه أربع مرات وتوقف محطة الأكسجين ما هدد حياة المرضى داخله
5 ديسمبر: استهدافه عدة مرات ما أسفر عن استشهاد مواطنين، أحدهما طفل، وإصابة اثنين آخرين
6 ديسمبر: اقتحامه لساعات، واجبار المرضى والكوادر الطبية على الإخلاء، واعتقال عدد منهم
7 ديسمبر: استهدافه بعدد من القذائف، ما أسفر عن إصابة كوادر صحية، ومرضى، وتدمير خزانات المياه والأوكسجين والوقود وانقطاع التيار الكهربائي واشتعال النيران في مرافقه
14 ديسمبر: تفجير روبوتات مفخخة في محيطه، ما ألحق أضرارا بمبانيه، وتسبب بحالة من الهلع في صفوف المرضى والنازحين
16 ديسمبر: طائرات مسيرة من طراز “كواد كابتر” تستهدف المولدات الكهربائية، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي، ووقوع أضرار في قسم العناية المركزة
17 ديسمبر: مسيرة تابعة للاحتلال تلقي أكثر من 10 قنابل على بوابته، ومرافقه، ما تسبب باندلاع النيران
18 ديسمبر: استهداف قسم العناية المركزة وإطلاق النيران تجاهه، ما تسبب بخروجه عن الخدمة
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بحق رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ظهرت المقالة الاحتلال يواصل قصفه العنيف لمستشفى كمال عدوان وسط مناشدات بضرورة التدخل أولاً على تلفزيون فلسطين.