جنود إسرائيليون يروون مشاهداتهم في غزة ويرفضون استمرار الخدمة العسكرية

يوتام فيلك، ضابط مدرعات إسرائيلي يبلغ من العمر 28 عاماً، كشف عن تعليمات صارمة تلقاها خلال خدمته في قطاع غزة، تقضي بإطلاق النار على أي شخص يحاول دخول المنطقة العازلة التي تسيطر عليها إسرائيل. وأشار إلى أنه شهد مقتل 12 شخصاً على الأقل، مؤكداً أن حادثة إطلاق النار على مراهق فلسطيني لا تزال محفورة في ذاكرته، وفقاً لما نقلته وكالة “أسوشييتد برس”.

يعد فيلك أحد الجنود الإسرائيليين الذين قرروا التحدث علناً عن تجاربهم ورفض الخدمة العسكرية بعد ما وصفوه بتجاوز الخطوط الأخلاقية. في خطوة تعكس تنامي حركة الرفض، وقع نحو 200 جندي رسالة تتعهد بوقف القتال ما لم تضمن الحكومة وقف إطلاق النار. ورغم أن الحركة ما زالت صغيرة، يأمل أعضاؤها في أن تلهم مزيداً من الجنود للانضمام.

ضغط دولي ورفض للخدمة
تأتي هذه المواقف في وقت تواجه فيه إسرائيل وحركة حماس ضغوطاً دولية متزايدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقد دعا الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى اتفاق سلام قبل 20 يناير 2025.

تحدث سبعة جنود رفضوا الخدمة لوكالة “أسوشييتد برس”، وقدموا شهادات عن مشاهدتهم ممارسات وُصفت بالانتهاكات، مثل تدمير منازل الفلسطينيين دون مبرر واضح ونهب محتوياتها. وأكدوا أنهم تلقوا أوامر بحرق منازل لا تشكل تهديداً أمنياً، مما زاد من شعورهم بالضيق الأخلاقي.

شهادات من الميدان
يروي يوتام فيلك أنه عندما دخل غزة في نوفمبر 2023، كان يأمل أن يؤدي استخدام القوة إلى تسريع المفاوضات بين الجانبين. لكن مع استمرار الحرب، شعر بأن قيمة الحياة البشرية تتضاءل. وأضاف أن بعض الفلسطينيين الذين أُطلق عليهم النار في المنطقة العازلة لم يكن واضحاً إن كانوا يشكلون تهديداً أم لا. وأوضح أن “حماس” تتحمل جزءاً من المسؤولية، حيث أشارت تقارير إلى أنها دفعت للبعض لدخول المنطقة لقياس ردود فعل الجيش الإسرائيلي.

يوفال غرين، طبيب خدم في غزة لمدة شهرين، وصف تجربته بأنها صادمة، حيث شهد نهب المنازل ورسم الجنود شعارات على الجدران باستخدام أقلام طبية، فضلاً عن حرق المنازل بناءً على أوامر القيادة. قرر غرين إنهاء خدمته احتجاجاً، معتبراً أن مثل هذه الأفعال لا تؤدي إلا إلى تعميق دائرة العنف.

رد الجيش الإسرائيلي
أكد الجيش الإسرائيلي أنه يدين رفض الخدمة، مشيراً إلى أن هذه الحالات يتم التعامل معها بجدية، على الرغم من أن الجنود الموقعين على رسالة الرفض لم يتعرضوا للاعتقال.

الأمل في كسر دائرة العنف
يأمل الجنود الرافضون أن تشكل مواقفهم خطوة نحو إنهاء العنف المستمر، معبرين عن أملهم في أن تُلهم شهاداتهم جميع الأطراف للسعي إلى حلول تنهي الصراع وتضع حداً للمعاناة المتواصلة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة

القسام تعلن تنفيذ عملية إغارة على مبنى كان يتحصن فيه 25 جنديًا من جيش الاحتلالٍ

​